الجمعة، 14 أكتوبر 2016

تعريف نموذج التدريس




 

تعريف نموذج التدريس :
يعرّف بروس جويس و إم ويل (Bruce Joyce & M. Weil) نموذج التعليم (Teaching Model) بأنه الخطة أو النمط الذي يمكن استخدامه في تشكيل المناهج ، وتصميم المواد التعليمية ، ولتوجيه التدريس في غرفة الصف وأماكن أخرى. ولهذا فهو يعطي النموذج مفهوما واسعا يضم تطوير المنهج والمادة التعليمية وكذا طرائق التدريس. وتعّرف سوزان إس اليس (Susan S. Ellis ) نماذج التعليم بأنها استراتيجيات مبنية على نظريات التربويين وعلماء النفس والفلاسفة وغيرهم ، الذين يبحثون في كيف يتعلم الفرد. ويحتوي النموذج على مبادئ أو أسس ، وسلسلة من الخطوات (أفعال وسلوك) التي ينبغي أن يقوم بها المعلم والمتعلم ، إضافة إلى وصف للأنظمة  المساندة الضرورية ، وطرائق تقويم تطور المتعلم.
ويعرف أوليفا (Oliva, 1989) نموذج التعليم بأنه مجموعة من السلوكيات المعممة التي تؤكد على استخدام إستراتيجية معينة أو مجموعة من الاستراتيجيات في التدريس. فالمحاضرة على سبيل المثال هي طريقة تدريس أو إستراتيجية تدريس ، وعندما يستخدمها المعلم كإستراتيجية تدريس سائدة فإنه يجسد بذلك نموذج التعلم اللفظي أو نموذج المحاضرة. وكذلك الحال عندما يستخدم المعلم إحدى طرائق الاكتشاف كإستراتيجية تدريس فإنه يستخدم النموذج الاكتشافي وهكذا. وبكلمة واحدة فإن النموذج هو الطريقة أو الإستراتيجية.
وتوجد نماذج تعليم عديدة ، بعضها عام وصالح للتطبيق في تدريس مختلف المواد التعليمية ، وبعضها خاص تم تطويره لتدريس مواد تعليمية بعينها . ومن أمثلة النماذج العامة  النموذج الاكتشافي ، النموذج الاستقرائي ، نموذج سوخمان الاستقصائي ، نموذج كوكز الاستقصائي ، النموذج التعاوني ، نموذج المناقشة الصفية ، النموذج السلوكي ، نموذج التعليم المباشر ، نموذج العرض التوضيحي ، نموذج المحاكاة ، نموذج التعليم غير المباشر لكارل روجرز (العمل الذاتي) ، نموذج تمثيل الأدوار ، نموذج المعمل ، نموذج حل المشكلات ، وغيرها من نماذج التعليم.
وعلى الرغم من أن الاستخدام المتنوع لنماذج التعليم ضرورة يتطلبها تحقيق الأهداف المختلفة للدروس إضافة إلى الطبيعة الديناميكية لعملية التعليم والتعلم وعدم ثبات أساليبها وإجراءاتها كما سنوضح ذلك لاحقا ، يبالغ عدد من التربويين في تحديد نموذج تعليم بعينه ويعتبرونه أفضل نموذج تعليم في تحقيق التعلم الفاعل ذو المعنى. فتؤكد بعض الاتجاهات التربوية على سبيل المثال على استخدام النموذج الاكتشافي ويعتبرونه الأكثر فاعلية في التدريس ، معتمدين في ذلك على نتائج بحوث نظرية الجشتالت وبحوث علم نفس الدوافع (Motivation Psychology) ، والتي توضح بأن ما يكتشفه التلميذ بنفسه أو يتعلمه بنفسه يرسخ في ذهنه أكثر من الذي يعّلم له. وقد بين ذلك العالم الألماني المعروف فروبل(Froebel ( مؤسس رياض الأطفال - ) بقوله  " لأن يجد الطفل بنفسه ومجهوده ربع الإجابة خير وأكثر قيمة عنده وأهمية من أن يستمع نصف هذه الإجابة ويفهم نصفها الآخر مصاغة بلسان غيره " .
وقد دافعا موريسون وماكلينتير (Mclntyre ، 1969)عن طريقة الاكتشاف فقالا: (يفضل اغلب الطلاب مواقف حجرة الدراسة التي يستخدم فيها المعلمون طريقة الاكتشاف ويدعمون العلاقات الديمقراطية ، أما المواقف التعليمية  المتمركزة على المعلم حيث تجد فيها قدراً كبيراً من التعليم بطريقة العرض ، فإنها تنتج تعلماً أكثر عندما تكون الأعمال غير معقدة  وتؤكد كسب المعلومات النمطية . أما التعليم المتمركز على الطالب  حيث يهتم اهتماماً أكبر بالعمل في مجموعات وحين يشّجع التلاميذ على إيجاد حلول للمشكلات بتوجيه من المعلم ، وحين يدفعون إلى إنتاج أفكارهم الخاصة وتنميتها ، فهو غالباً مفضل عندما تكون الأعمال أكثر تعقيداً ، وعندما تكون أنواع السلوك التعاونية والبصيرة هي الأهداف الأساسية للتعلم ). ويدافع آخرون بحماس عن نموذج المناقشة الصفية كطريقة مُثلى في التدريس لانسجامها كما يرون مع خصائص عصرنا الراهن ، العصر المتميز بالديالوج وإشاعة الديمقراطية في جميع مناحي الحياة ، ولذلك فإن تربية التلاميذ لاكتساب خصائص هذا العصر تستوجب استخدام طريقة المحادثة والنقاش في التدريس بصورة واسعة.
لذلك فإن المناصرين للنموذج الاكتشافي أو النموذج الاستقصائي أو النموذج التعاوني وغيرها ، ينتقدون نموذج التعلم اللفظي أو طريقة المحاضرة مثلا باعتبارها أسلوباً تقليدياً ، ولم يعد صالحاً ولا ينسجم مع خصائص عصرنا ، ولها كثير من السلبيات التي تؤثر سلبا في تعلم التلاميذ وفي تطوير قدراتهم ، وخاصة قدرات التفكير المنطقي و التفكير الناقد ..الخ.
وفي مقابل هذه الانتقادات لطريقة المحاضرة توضح عدد من الأبحاث والدراسات العلمية على إنها طريقة تدريس مثالية لنقل واكتساب المعارف إذا ما تم تشكيلها بصورة سليمة.  فهي تدفع الطالب للتفكير المتعمق وتزوده بأساليب التفكير المنطقي والمنظم  إضافة إلى تأثيرها الوجداني فيه.
فمن خلال استبيان آراء التلاميذ حول أفضل طريقة تدريس بالنسبة لهم استخلص كوبس (1972 ص 202) نتيجةً مفادها بأن التلاميذ يفضلون طريقة المحاضرة عن طريقة المجموعات وطريقة المحادثة والنقاش وغيرها.
ويوضح آرنست كولسون (Coulson 1971) بان طريقة الاكتشاف تحتاج إلى وقت أطول مقارنة بطريقة المحاضرة. ففي حين يحتاج التلاميذ إلى أربع أو خمس ساعات لاكتشاف آثار الحرارة في كربونات الكالسيوم فإن تعلمهم لذلك بطريقة العرض والإلقاء لم يستغرق منهم سوى 30 دقيقة .
 
 

 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق